الزيارات:
البوصلة الموجودة في عيون النمل
الزيارات:
نحن نحتاج في تنقلنا، من المكان الذي نوجد فيه، إلى بلد آخر أو إلى مدينة أخرى إلى من يساعدنا في تحديد اتجاه سيرنا· ونحتاج بصفة خاصة إلى بوصلة أو إلى خريطة عندما يكون سفرنا إلى مكان لم نذهب إليه من قبل أبدا· فالخريطة تساعد الإنسان على معرفة المكان الذي يوجد فيه، وأما البوصلة فهي تساعده على تحديد اتجاه المكان الذي سيذهب إليه· ونحن في العادة نستعمل هذه الوسائل ونسأل غيرنا، وبالتالي نهتدي إلى المكان الذي نريد الذهاب إليه ولا نضل· حسنا، إذا كان الأمر هكذا فهل فكرتم أنتم كيف أمكن لبقية الكائنات الأخرى أن تحدد اتجاهاتها؟ وكمثال على ذلك، هل خطر ببالكم مثلا كيف تستطيع النملة وهي في أعماق الصحراء أن تعود إلى بيتها في كل مرة بعد أن تجد لنفسها الغذاء اللازم؟
وعندما نقيس المسافة التي يقطعها النمل بحجم النمل نفسه فإن ذلك يعادل مسافة ما بين 35 و40 كم يقطعها الإنسان متنقلاً في الصحراء ثم يعود بعدها إلى النقطة التي انطلق منها متبعا طريقا مستقيما تماما· حسنا، كيف يمكن للنملة الضعيفة أن تنجح في القيام بهذا العمل الذي يصعب حتّى على الإنسان القيام به؟
يوجد في عيون النمل نظام خاص
لتحديد الاتجاهات· وهذا النظام الذي ركبه الله تعالى في عيونها أكثر تطورا من جميع
الآلات المحددة للاتجاهات· فهناك بعض الإشعاعات التي لا نراها نحن يستطيع النمل
رؤيتها فيستعملها لتحديد الاتجاه عند النظر حوله، فيستطيع أن يفهم أين يكون الشمال
وأين يكون الجنوب·
إن الإنسان لم يتمكن من معرفة خصائص الضوء إلا في وقت قريب
جدا، غير أنّ النملة تعرف خاصية الضوء وتستعمله منذ ولادتها في حين أن الإنسان لا
يعرف هذه الخصائص· ولا شك أن التركيب المدهش لعيون مثل هذه الأنواع من النمل لا
يمكن أن يفسر على أنه نتيجة للمصادفة العمياء· فهذه الخصائص لا بد أن تكون موجودة
لدى النمل منذ اللحظة الأولى لوجودها، وإلا فإن عجزها عن الرجوع إلى بيتها في حر
الصّحراء القائظ يجعل حياتها كلها غير ممكنة· فجميع أفراد النمل الموجودة في الأرض
في الوقت الحاضر قد زوّدت بهذه العيون منذ اللحظة الأولى لوجودها· والله تعالى
العليم هو الذي خلق لها هذه العيون·
من مؤلفاتت هارون يحيى
اعلان جانبي يسار
اعلان جانبي يسار

