الزيارات:
الحياة الأبدية بدأت: ما هي الطبيعة الحقيقية للمادة؟

مرسلة بواسطة admin يوم الخميس، 28 نوفمبر 2013 0 التعليقات


السؤال الذي نوقش طويلاً: ما هي الطبيعة الحقيقية للمادة؟


إن من يتأمل الكون الذي يقطنه بوعي وحكمة، وكذلك المجرات والكواكب والتوازن فيما بينها، والطاقة الموجودة في تركيب الذرة، والنظام الذي يصادفه في كل جزء من الكون، وأنواع الأحياء التي لا تحصى من حوله وطريقة حياتها وسماتها المدهشة، وأخيراً جسمه، يدرك على الفور أن هناك شيئاً غير عادي. وسيفهم حالاً بأن هذا النظام الرائع والأشياء الدقيقة حوله لا يمكن أن تُوجد بنفسها ولابد من وجود خالق لها. والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو: "من الذي خلق كل هذه الأشياء؟".
من الواضح أن "حقيقة الخلق" التي تفسر نفسها في كل مجال من الكون لا يمكن أن تكون حصيلة الكون نفسه. فمثلاً الطاووس بألوانه وتصميمه الذي ينطوي على فن لا يضاهى، لا يمكن أن يكون قد خلق نفسه. إن المعادلات الكونية الدقيقة لا يمكن أن تكون قد خلقت أو نظمت نفسها. وكذلك لا يمكن أن تكون النباتات والإنسان والباكتيريا والكريات الحمراء، ولا الفراشات قد خلقت نفسها. وأكثر من ذلك لا يمكن تصور احتمال أن كل هذه الكائنات يمكن أن تكون قد نشأت "بالمصادفة".

من الواضح أن كل شيء نراه قد خُلق، ولكن أياً منها ليس هو "الخالق". إن الخالق مختلف، وأروع مما تراه عيوننا. لا نستطيع رؤيته ولكن كل ما خلقه يكشف عن وجوده وصفاته.
هذه هي النقطة التي يعترض عليها أولئك الذين ينكرون وجود الله تعالى. لقد اشترط هؤلاء عدم الاعتقاد بوجود الله تعالى ما لم يروه بأعينهم. فهم يعتقدون أن هنالك كومة من المادة في كل مكان من الكون تنتشر إلى الأبد، ولا وجود لله في هذه الكومة. كما يعتقدون بأنهم حتى لو سافروا آلاف السنوات الضوئية فإنهم لن يصادفوا الله. ولهذا ينكرون وجوده. وبالتالي فإن هؤلاء الناس، الذي يتجاهلون حقيقة "الخالق" مجبرون على رفض حقيقة "الخلق" الواضحة في كل الكون، ويحاولون البرهان بأن الكون والأشياء الحية فيه لم تخلق. ومع ذلك، فمن المستحيل بالنسبة لهم فعل ذلك لأن كل زاوية من الكون تفيض بدلائل على وجود الله عز وجل.

الخطأ الأساسي لأولئك الذين ينكرون وجود الله هو خطأ مشترك بين الكثير من الناس الذين لا ينكرون في الحقيقة وجود الله ولكن لديهم فهما خاطئا عنه. إنهم لا ينكرون مؤشرات "الخلق" الموجودة في كل مكان، ولكن لديهم اعتقادات وهمية بخصوص "أين يوجد الله". معظم الناس يعتقدون أن الله موجود في السماء. إنهم يتصورون ضمناً وخطأً أن الله موجود خلف كوكب بعيد، ونادراً ما يتدخل في الأمور الدنيوية، أو ربما لا يتدخل أبداً. إنهم يتصورون أنه خلق الكون ثم تركه وحده للناس كي يقرروا مصائرهم بأنفسهم.
أيضاً هناك آخرون ممن سمعوا بالحقيقة المذكورة في القرآن بأن الله موجود "في كل مكان"، ولكنهم لا يستطيعون تصور ماذا يعني ذلك تماماً. وبحسب تفكيرهم الداخلي المشوه فإنهم يعتقدون بأن الله محيط بكل شيء كموجات المذياع أو كالغاز اللامرئي وغير الملموس.
وعلى أية حال فإن هذه الاعتقادات وغيرها المشوشة عن وجود الله (وربما ينكرون وجوده لهذا السبب) تستند كلها إلى خطأ شائع. إنهم يتحاملون دون سبب، وبالتالي فهم عرضة لآراء خاطئة عن الله تعالى. ما هذا التحامل؟
إن هذا التحامل هو حول طبيعة المادة وصفاتها. فالإنسان يشترط كثيراً في فرضياته حول وجود المادة بحيث لا يفكر أبداً فيما إذا كانت موجودة أم لا، أو فيما إذا كانت ظلاً فقط. إن العلم الحديث يدحض هذا التحامل ويكشف عن حقيقة هامة جداً وواضحة. وسنوضح في الصفحات التالية هذه الحقيقة العظيمة التي يشير إليها القرآن الكريم.
هارون يحيى
0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق